موسيقى واغانى

الاثنين، 18 أغسطس 2014

الجنون هو المصطلح الغير مستخدم رسمياً لوصف الضرر في الصحة العقلية ، وهو معروف على مر التاريخ من قبل كل مجتمع معروف ، وكانت المجتمعات البدائية تبعث بالضحايا إلى ما يطلقون عليه اسم حكماء أو شامان من أجل تطبيق الوصفات السحرية والعشب ية عليهم أو الطب الشعبي بهدف تخليصهم مما يسمون بـ "الأرواح الشريرة" أو التصرفات الشاذة . على سبيل المثال عثر علماء الآثار على جماجم بشرية ترجع إلى أكثر من 7000 سنة مضت وكان عليها ثقوب دائرية صغيرة جرى عملها باستخدام أدوات مصنوعة من حجر الصوان ، وأثبتت البحوث الأخيرة أن تلك الثقوب تدعم فرضية تقول بأن هذه الإجراءات كانت طبية ويقصد منها أن تكون وسيلة للعلاج من الصدمات النفسية الناجمة عن إصابة قحف الرأس بأذى. الجنون لدى اليهود القدامى ------------------------------ كان اليهود القدامى يرون بأن "قوى خارقة" وراء إضطرابات العقل والمشاعر أو أنها علامة لغضب من الرب كعقاب على الخطايا أو عدم اتباع أوامره أو وصاياه ، ونرى في العهد القديم من الكتاب المقدس إشارات عدة عن الملوك والعوام من الناس الذين أصابهم الجنون ، وكان اليهود يعتقدون بأن أنبيائهم غير عاديين من الناحية النفسية لأنهم يتصرفون بطرق غريبة تخرجهم عن المألوف بشكل ملحوظ ومن ثم يتنبأون عن الأحداث المستقبلية التي لا يفهمها سوى قلة من الناس. الجنون لدى الإغرايق ------------------------ استبدل الإغريق مفاهيم "القوى الخارقة" بنزعة علمية إلى حد ما ، حيث كانوا يعتقدون بأن مصائب العقل لا تختلف عن أمراض الجسم، ونظروا إلى المرض الفيزيولوجي والعقلي على أنه نتيجة لأسباب طبيعية لوجود خلل في توازن سوائل الأمزجة في الجسم ، ولطالما أشار (أبقراط) في كتاباته إلى أن فرط إفراز المادة السوداء في المرارة يؤدي إلى تفكير وسلوك غير سليمين. الجنون لدى الرومان ---------------------- قدم الرومان مساهماتهم في الطب العقلي وخصوصاً ما سبق الممارسة المعاصرة ، واستندوا إلى فكرة أن شدة المشاعر يمكن أن تؤدي إلى أمراض جسدية، وهذا هو الأساس لنظرية اليوم في العلاج النفسي (سيكوسوماتي). كما قدم الرومان أيضاً "معالجة إنسانية " لمرضى الذهان ، وهم من قاموا بتخفيف المسؤولية القانونية على المتهمين بالأعمال الإجرامية بسبب إضطرابهم الذهني، وكان لا بد من برهان على "عدم سلامة العقل " وهو مصطلح أصبح في القانون: non compos mentis الجنون في أوروبا العصور الوسطى ------------------------------------- شهدت العصور الوسطى نهاية الأفكار التقدمية التي أتى بها الإغريق والرومان وحدث هذا في أوروبا بينما كان المسلمون خلال عصرهم العلمي الذهبي قد أخذوا يعاملون مرضاهم العقليين بإنسانية ، -خلال القرن الـ18 قدم الفرنسيون والبريطانيون المعاملة الإنسانية للمضطربين عقلياً بحسب الفحص السريري، مع أن معايير التشخيص في المصحات المقامة لعلاج المرضى لم تكن دقيقة كما هو في العصر الراهن، إذ تضمنت هذه المصحات حالات إضطراب الكلام والصرع وحتى الإكتئاب، وكانت أقدم مصحة عقلية في أوروبا هو مستشفى بيتليم الملكي في مدينة لندن ، وهو معروف باسم (بيدلام) وبدأ يستقبل المرضى في عام 1403 ، وبني أول مصحة في أمريكا في عام 1773 ، وفي الفترة التي سبقت مجيئ القرن الـ19 استخدمت هذه المستشفيات فقط (ومع الأسف) لعزل المرضى العقليين عن بقية المجتمع عوضاً عن تطبيبهم والمحافظة على صحتهم ، والصور عن هذه الحقبة تتحدث عن مرضى مقيدين بالأربطة والسلاسل أو حتى الجدران والأسرة ، أو مقيدين بسترة خاصة . أصل كلمة جنون - عند العرب ---------------------------------- تعرف القواميس الجنون على أنه زوال العقل ، الإصابة بآفة في العقل. ومن الشائع أن يقرن الجنون بالمس ، كقول :" أُصِيبَ بِمَسٍّ مِنَ الجُنُونِ "، خاصة أن مصدر الكلمة له صلة بالجن . والمصدر جن يجن . وبهذا الأصل لا يختلف العرب كثيراً مع معتقدات الشعوب القديمة عن تأثير قوى خارقة أي الجن والجان في إحداث الجنون خصوصاً إذا ما قترب بكلمة المس في أقوالهم. "الجنون" لم يعد مصطلحاً طبياً ----------------------------------- لم تعد كلمة أو مصطلح "جنون " تستخدم لوصف أو تشخيص الأمراض العقلية ، بل تستخدم كلمة "إضطراب" التي تشمل مجالاً واسعاً من الإضطرابات العقلية ومنها متلازمات الدماغ العضوية والفصام الذهاني (الشيزوفرنيا) وإضطراب ثنائي القطبية والإضطرابات النفسية الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا ومرحبا بكم معنا للاشتراك او لقول رايك
احلى كلام
من القلب للقلب